القائمة

Cloud

التحديات التعليمية لأمهات الأطفال ذو الإعاقة السمعية في الأردن من سن 10-4

الكاتب: Tameem

Category التصنيف: التحديات السمعية للأطفال ذوي الإعاقة السمعية
Date التاريخ: 2025-05-30
التحديات التعليمية لأمهات الأطفال ذو الإعاقة السمعية في الأردن من سن 10-4

التحديات التعليمية لأمهات الأطفال ذو الإعاقة السمعية

تُعتبر الإعاقة السمعية من التحديات الكبيرة التي تؤثر على حياة الأفراد وأسرهم، خاصة في الجوانب التعليمية والاجتماعية. في هذا المقال، نسلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها أمهات الأطفال الصم وضعاف السمع أثناء تعليم أطفالهم، مع التركيز على العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي قد تؤثر على هذه العملية من خلال دراسة قمنا بها على مجموعة من الأمهات لفهم التحديات التي تواجههن في تعليم أطفالهن وكيفية تعاملهن معها. 

شملت الدراسة 34 أمًّا لأطفال يعانون من الصمم أو ضعف السمع من مناطق مختلفة من الأردن (السلط، عمان، مادبا، والزرقاء)، حيث تراوحت أعمارهن بين 22 و52 عامًا، بمتوسط عمر يقارب 39 عامًا. تم جمع البيانات من خلال استبيان صمم خصيصًا لهذا الغرض، ولقد تم تحليل النتائج باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS. تضمن الاستبيان أسئلة حول الخصائص الديموغرافية للأمهات، والصعوبات التي تواجههن في تعليم أطفالهن، بالإضافة إلى أسئلة عن استخدام الأطفال للمساعدات السمعية.

أظهرت النتائج تنوعًا في المستوى التعليمي للأمهات، حيث أكملت ثلاث منهن المرحلة الابتدائية، وست منهن المرحلة المتوسطة، وأربع عشرة منهن المرحلة الثانوية، بينما أكملت إحدى عشرة أمًّا المرحلة الجامعية. بلغ متوسط عدد الأطفال لكل أم حوالي أربعة أطفال، مع وجود طفل واحد على الأقل يعاني من الإعاقة السمعية. وأفادت 23 أمًّا بأن لديها طفلًا واحدًا أصم، بينما ذكرت أم واحدة أن جميع أطفالها السبعة يعانون من الصمم. فيما يتعلق باستخدام المعينات السمعية، أفادت خمس أمهات بأن أطفالهن لا يستخدمون أي أجهزة مساعدة، بينما ذكرت ثماني عشرة أمًّا أن أطفالهن يستخدمون السماعات الطبية، وأفادت إحدى عشرة أمًّا بأن أطفالهن خضعوا لعمليات زراعة القوقعة. 


التحديات التي تواجه الأمهات

أظهرت نتائج الدراسة أن أبرز التحديات التي تواجهها الأمهات تتمحور حول الصعوبات التعليمية ونقص الإمكانيات اللازمة لدعم دمج الأطفال ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع. حيث سجلت العبارات التالية أعلى المتوسطات الحسابية: "توجد صعوبات تواجهك في تعليم ابنك"، "نقص الإمكانيات المادية والفنية لدمج ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع"، و "لا توفر الدولة احتياجات التلاميذ بالشكل المناسب"، بمتوسط حسابي بلغ (2.35). هذه النتائج تشير إلى أن هذه المشكلات تُعدّ تحديات جوهرية تعاني منها الأسر، وتعكس بشكل واضح عدم توفر الدعم الكافي من الجهات الرسمية لتلبية احتياجات التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية.

بالإضافة إلى ذلك، برزت تحديات أخرى مرتبطة بعدم قدرة الأمهات على توفير الوسائل التعليمية اللازمة لأطفالهن بسبب ضعف الإمكانيات المادية، إلى جانب المشكلات المتعلقة بنقص التدريبات المهنية والأجهزة المساعدة، عدم اهتمام المسؤولين الكافي تجاه الأطفال ذوي الإعاقة السمعية، وانخفاض المستوى التعليمي، وصعوبة تكوين علاقة إيجابية بين الطفل والمدرسة، بالإضافة إلى عدم تحقيق تقدم دراسي ملحوظ من عام إلى آخر. حيث تراوحت المتوسطات الحسابية لهذه العبارات بين (1.7-2.29)، مما يؤكد أن هذه القضايا تشكل عوائق كبيرة تؤثر بشكل مباشر على تجربة التعلم لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية. هذه النتائج توضح أن بعض التحديات ترتبط بالجوانب النفسية والاجتماعية المرتبطة بتجربة التعليم.

أما المشكلات التي سجلت أدنى المتوسطات الحسابية، فقد شملت غياب الاجتماعات الدورية بين إدارة المدرسة وأولياء الأمور لمناقشة المشكلات وإيجاد حلول مناسبة، بالإضافة إلى عدم تقديم المعلمين نموذجًا إيجابيًا يحتذى به من قبل التلاميذ. حيث سجلت العبارات التالية: "لا يتقدم مستوى ابنك الدراسي من عام إلى آخر"، "إدارة المدرسة لا تعقد اجتماعات دورية مع الأولياء لحل المشكلات"، و"المعلم في المدرسة لا يمثل قدوة حسنة للتلاميذ"، متوسطات حسابية منخفضة بلغت (1.65، 1.47، 1.24) على التوالي. هذه النتائج تشير إلى أن هذه الجوانب قد لا تُعتبر من بين أبرز التحديات التي تواجه الأسر، أو أن الأمهات قد يركزن على أولويات أخرى أكثر إلحاحًا تتعلق بالجوانب التعليمية والمادية.

تشير هذه النتائج إلى أن التحديات الرئيسية التي تواجهها أمهات الأطفال ذوي الإعاقة السمعية تتمحور حول نقص الدعم المادي والفني، بالإضافة إلى الصعوبات التعليمية التي تعيق عملية دمج أطفالهن في المجتمع. كما أن غياب الدعم الكافي من الجهات الرسمية يزيد من حدة هذه التحديات، مما يتطلب تدخلات عاجلة لتحسين الخدمات المقدمة لهذه الفئة. من ناحية أخرى، تُظهر النتائج أن بعض المشكلات الأقل حدة، مثل غياب الاجتماعات الدورية بين المدرسة والأسر، قد لا تكون أولوية قصوى للأمهات، ولكنها لا تزال تحتاج إلى معالجة لضمان بيئة تعليمية شاملة وفعالة.

أظهر التحليل الإحصائي وجود علاقة عكسية ذات دلالة إحصائية بين المستوى التعليمي للأم وعدد الأطفال الصم. كما وجدت علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين المستوى التعليمي للأم وكل من العبارتين "لا تشعر بالاهتمام الكافي من المسؤولين تجاه طفلك "و "الدولة لا توفر احتياجات التلاميذ بالشكل المطلوب". تشير النتائج إلى أن الأمهات الأكثر تعليمًا يكن أكثر وعيًا بالتحديات التي تواجه أطفالهن في العملية التعليمية، مما يؤكد أهمية التعليم في تعزيز قدرة الأمهات على التعامل مع الصعوبات المرتبطة بالإعاقة السمعية. كما أن نقص الإمكانيات المادية والفنية يظل عائقًا رئيسيًا أمام دمج الأطفال ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع.

تسلط هذه الدراسة الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجهها أمهات الأطفال الصم وضعاف السمع في تعليم أطفالهن. تؤكد النتائج على الحاجة إلى تحسين الإمكانيات المادية والفنية، بالإضافة إلى توفير دعم أكبر من قبل الدولة والمؤسسات التعليمية لضمان دمج أفضل لهذه الفئة في المجتمع. 


التوصيات